تهدف كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية إلى تثبيت الوجود الفلسطيني فوق الأرض الفلسطينية، من خلال بناء القدرات الشبابية الفلسطينية، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التطبيقية اللازمة للعيش ‏والعمل بكرامة في وطنهم، ومواصلة المسيرة النضالية؛ من أجل التحرر وإنهاء الاحتلال، ونسج علاقات التعاون والتأييد الدوليين بما يخدم قضايانا العادلة وفق مقررات الشرعية الدولية، وبناء دولة المؤسسات والقانون؛ لتنعم فيها أجيالنا الفلسطينية القادمة بأمن وأمان وحرية واطمئنان. وتكمن رؤيتي بوصفي عميداً لإحدى كبرى كليات الجامعة، كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية، في تثقيف شبابنا الواعد بقضاياهم الوطنية بشكل متوازٍ لبناء قدراتهم العلمية والعملية؛ لتكون وسيلة نضالية مشروعة لإنهاء أطول احتلال للأرض والإنسان في التاريخ البشري المعاصر استمر لما يزيد عن سبعين عاماً، اتسمت بالقهر والظلم والمعاناة.‏

نحن ندرك أهمية إعداد جيل فلسطيني شاب قادر ومؤهل لمواكبة متطلبات العصر والعولمة في ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية دائمة التقلب والتطور؛ ليكونوا قادرين على فهم البيئة التي يعيشونها ويعملون فيها، بما يمكّنهم من التعامل مع متطلباتها بحكمة ومسؤولية. وظروف العولمة فرضت نهجاً جديداً في التعاطي مع مجريات الأحداث التي يمر بها أي مجتمع محلي، وهي ليست بمعزل عن التطورات العالمية في شتى القطاعات، ومن هنا ارتأت كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في العام 2013 اعتماد نهجٍ شموليّ في التعليم بهدف تخريج طلبة متمكنين في مجالاتهم التخصصية، وفي ذات الوقت لديهم إلمام بتداخلات العلوم الاجتماعية وتأثيراتها المتبادلة، ما يكسبهم القدرة على تقييم الآثار المجتمعية لنتائج أعمالهم، وليكونوا بذلك صناع قرار وشركاء في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة في المجتمعات التي يعملون فيها. ووفق هذه الرؤية أجريت إعادة هيكلة للكلية وللأقسام التي تشتمل عليها الكلية، لتضم أقسام العلوم الإدارية والاقتصاد والسياسة (إدارة الأعمال، العلوم المالية والمصرفية، والتسويق، والمحاسبة، والاقتصاد، والعلوم السياسية)، وأقسام الإعلام (العلاقات العامة والاتصال، الاتصال والإعلام الرقمي)، وأقسام العلوم الاجتماعية وعلم النفس (الجغرافيا، علم ‏الاجتماع والخدمة الاجتماعية، وعلم النفس والإرشاد النفسي)، ليصبح مسمى الكلية "كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية".‏
 

ويقع على عاتق كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية تعميق معرفة طلبة الجامعة بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ‏وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بها، والتطورات الوطنية والدولية المعاصرة وأثرها على القضية الفلسطينية، من خلال مساق الدراسات الفلسطينية، ويقدّمه قسم العلوم السياسية في الكلية، وهو يُسهم بتخريج قيادات فلسطينية شابة مؤهلة في قراءة المشهد السياسي في ظل المعادلات الدولية دائمة التغير، ووضع الخطط الاستراتيجية ورسم السياسات، وتقديم الحلول للمشكلات والقضايا الآنية وفق منظور شمولي متكامل. وفي نهج مكمل تسعى برامج‎ ‎أقسام الإعلام إلى تأهيل طلبتهم وتدريبهم على التعامل مع قضايا الرأي العام بمنظور مهني، مستفيدين من أساليب الاتصال والتواصل الحديثة، وتجارب الدول الأكثر تطوراً في هذا القطاع، بما يخدم قضايانا المجتمعية وأهدافنا التنموية، وزيادة الوعي الدولي ودعمه لحقوقنا الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال‎.‎

وإدراكاً من إدارة الكلية لواقع الاقتصاد الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال وإجراءاته التعسفية التي تطال مختلف قطاعاته، والتي تنعكس ضمن مؤشرات أخرى عديدة بنسبة البطالة العالية في صفوف خريجي الجامعات، تسعى في مختلف برامجها ‏إلى تنمية مهارات القيادة والاتصال والريادة والإبداع لدى طلبة الكلية، وتطرح في هذا الإطار لطلبة الجامعة مساق متطلب جامعة اختياري بمسمى "الريادة والإبداع"، بما يؤهل ويحث خريجينا على إنشاء مشاريعهم الريادية الخاصة، بالتزامن مع تعزيز قدراتهم التنافسية مع أقرانهم من خريجي الجامعات الأخرى في أسواق العمل المحلية والعربية والدولية، مراعية في ذلك أولوية للجانب التطبيقي من خلال مساقات التدريب العملي أو الميداني التي تتطلبها التخصصات كافة لربط الخلفية النظرية بالواقع العملي. 

وختاماً، تتميز كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بتنوع المشارب التعليمية لأعضاء هيئة التدريس فيها، بما يسهم في إثراء الحصيلة التعليمة لخريجيها، علماً أنّ قطاعاً واسعاً من أعضاء هيئة التدريس هم من خريجي الكلية المتميزين الذي أكملوا دراساتهم العليا في بلدان متعدّدة؛ عربية، وأوروبية، وأمريكيّة، وروسية، وفي جنوب شرق آسيا، وبريطانيا وغيرها. واستمرت علاقات التواصل والتعاون الأكاديمي والبحثي مع المؤسسات البحثية والأكاديمية في تلك الدول، وتوجت بعلاقات تعاون تخدم طلبة الكلية ومسيرتها البحثية والأكاديمية، ويتم بموجبها تنظيم فرص ‏تطويرية وأخرى تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والطلبة.