في إطار برنامج ربط النظرية بالتطبيق الذي ينتهجه قسم إدارة الأعمال في كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية، استضاف د. عبد الفتاح الشمله الأستاذ سليمان أبو حجله مدير القوى البشرية في شركة الاتصالات الفلسطينية لإلقاء محاضرة حول التحديات السلوكية التي يواجهها الموظف، واستجابة للترحيب به عبر أبو حجلة عن اعتزازه بجامعة النجاح الوطنية وبالعلاقة التي تربطها بشركة الاتصالات الفلسطينية واستعرض الفوائد المتبادلة التي يجنيها الطرفين كنتيجة لهذه العلاقة متمنياً أن تصبح مثالاً يحتذى به للتعاون والتكامل بين المؤسسات الوطنية الفلسطينية خدمة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية بشكل فاعل.

        وفي مستهل اللقاء طرح د. الشملة مجموعة من التساؤلات على أبو حجلة وكان منها:  بماذا تقيم سلوك خريجي الجامعة أثناء مقابلات التوظيف؟  ما التحديات السلوكية التي يواجهها الموظفون في علاقاتهم مع الجمهور؟  ما المشاكل السلوكية للموظفين داخل الإطار التنظيمي؟  ما دور إدارة القوى البشرية في توجيه سلوك الموظف؟ ما الذي يمكن للطلبة عمله للارتقاء بالكفاءة السلوكية للطلبة؟ الخ.  واستهل أبو حجلة حديثه باستعراض محددات السلوك الوظيفي ومصادرها وربطها مع البيئة المحيطة والظروف القائمة داخل المؤسسة.  وفي هذا الإطار بين كيف ينمو ويتشكل سلوك الإنسان مؤكداً على ضرورة العمل على توفير العوامل التي تحقق النمو السوي لهذا السلوك، وأضاف إلا أنه وفي الحالة الطبيعية والمثالية لا يمكن ضبط هذه العوامل لتحقيق ذلك، الأمر الذي يفرز مجموعة من الاختلالات  السلوكية تتفاوت في حدتها وآثارها على مختلف الأطراف ذات العلاقة (الموظف، الجماعات الوظيفية، المؤسسة، الزبائن والمجتمع ....) حيث تعمل الإدارة وخاصة (إدارة الموارد البشرية) على التعامل مع هذه الاختلالات بهدف الوصول إلى أفضل حالة ممكنة من التوازن التنظيمي.  وقد تطرق أبو حجلة إلى السلوك بأنواعه الإنسانية والفنية والتقنية والاجتماعية مبرزاً دور كل منها في معادلة الفاعلية التنظيمية, وربط هذا الاطار fالتوقعات السلوكية المتبادلة من أطراف العمل الإداري.  وبين أبو حجلة ضرورة التركيز على بناء شخصية الطالب وخاصة القدرات التفاعلية والإدراكية التي تمثل الأجزاء الرئيسية فيها، ونبه الطلبة إلى ضرورة التفاعل مع العملية التعليمية بقوة من أجل تحقيق ذلك وأبرز بعض الأمثلة الميدانية على السلوكيات الخاطئة واقترح على الطلبة بعض النصائح الممكنة لتفاديها.

        كما عرض أبو حجلة الكثير من الحالات السلوكية التي تواجه العمل التنظيمي وآلية التعامل معها والإجراءات التي يتم اتخاذها في سبيل تأمين سلوك بناء، واستعرض دور النظام الإداري والقانون، والأعراف ومدونة السلوك الأخلاقي والمحفزات التنظيمية .... في توجيه سلوك الموظف وبناء سمعة جيدة للإطار التنظيمي الذي يعمل فيه هذا الموظف.  ومن جهة أخرى بين أبو حجلة دور التكنولوجيا في بناء أنماط سلوكية جديدة أثرت سلباً على شكل التفاعل الإنساني في كثير من الحالات مثلما أثرت إيجاباً في تسهيل العملية الإدارية وقللت تكلفة الاتصال بين أطرافها.  وحذر أبو حجلة فئة الشباب من الإساءة السلوكية لدى استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصلالاجتماعي.
       

       وقد تلقى السيد أبو حجلة مجموعة واسعة من تساؤلات الطلبة حول المواقف السلوكية وآثارها وما الذي ينصحهم به، وأجاب على هذه التساؤلات مبرزاً ضرورة التحلي بالتفكير المتوازن والايجابي وبالرشدانية والشفافية والمصداقية كأدوات أساسية لسلوك سوي يجعل من الموظف موضع ترحيب واهتمام من قبل مدرائه ومجتمعه.

        وفي نهاية اللقاء شكر د. الشملة  السيد أبو حجلة على جهوده التطوعية في سبيل خدمة الجامعة وطلبتها من خلال عرض التجارب الميدانية وإلقاء الضوء على الجوانب التي يمكن للجامعات أن تسهم من خلالها في مواجهة التحديات السلوكية لعالم الوظيفة والموظف، وبدوره أكد أبو حجلة على الاستعداد للتواصل مع الجامعة كجزء من  المسؤولية الاجتماعية لشركة الاتصالات.

 


عدد القراءات: 39